button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

حادثة جواز السفر التي أشعلت رحلة ويلز الرائعة

ADVERTISEMENT

في سبتمبر 2013، بينما كانت ويلز تستعد لمباراة تصفيات كأس العالم في سكوبي، لم يكن أحد يعلم أن جواز سفر مفقودًا سيُطلق سلسلة من الأحداث تؤدي في النهاية إلى العصر الذهبي لكرة القدم الويلزية. الحادثة، التي بدت في البداية محرجة، تحولت لاحقًا إلى رمزٍ للحظة التي وجدت فيها ويلز صوتها تحت قيادة المدرب كريس كولمان.

بداية غريبة لمباراة حاسمة

في ليلة المباراة بين ويلز ومقدونيا، لم يكن كل شيء على ما يرام خلف الكواليس. وصل المنتخب الوطني إلى سكوبي، وكان غاريث بيل وآرون رامزي من بين اللاعبين الأساسيين. تدرب الفريق في اليوم السابق في مكانٍ وُصف بأنه غير ملهم، لكن قصة غريبة بدأت تنتشر. كريس كولمان، المدرب، فشل في الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى مقدونيا بعد أن نسي جواز سفره. أثار الموقف سخرية الإعلام على الفور، خاصة مع الاهتمام العالمي بانتقال بيل الشهير إلى ريال مدريد.

كان كيت سيمونز، مساعد كولمان، مضطرًا لمواجهة الصحفيين بينما كانوا ينتظرون بقلق وصول المدرب. حاول سيمونز التخفيف من حدة الموقف، مدعيًا أن كولمان تأخر فقط بسبب "مشاكل في جواز السفر"، لكنه كان يعلم حجم الخطأ. بينما كان كولمان يحاول العثور على رحلة أخرى، استغل الإعلام القصة بسرعة، ونشرتها العناوين الرئيسية في الوطن. بالنسبة لأمة كروية لا تزال تتعافى من الإحراجات السابقة، بدا الأمر وكأنه خطأ آخر يُضاف إلى القائمة.

المباراة ورد فعل المدرب

على الرغم من الفوضى خارج الملعب، أدت ويلز أداءً جيدًا في المباراة، التي انتهت بالخسارة 2-1. لكن النتيجة كانت تعني نهاية آمالهم رسميًا في التأهل لكأس العالم 2014. كانت الخسارة قاسية على اللاعبين، خاصة أنهم شعروا أنهم يستحقون أكثر من ذلك. يتذكر جو ليدلي أنه رغم غياب مدربهم في الليلة السابقة، فقد قدموا أداءً مشرفًا في ظل ظروف صعبة. كانت أرضية الملعب سيئة، وكان الخصم عنيفًا، ومع ذلك أظهرت ويلز مرونة.

ADVERTISEMENT

بعد المباراة، واجه كولمان الصحفيين بمزيج غير معتاد من الدفاع والتحدي. اعترف بالخطأ لكنه حرص على التأكيد أن الفريق يتحسن رغم الهزيمة. وقف اللاعبون، بما فيهم كريج بيلامي الذي كان على وشك الاعتزال، خلف مدربهم، وشعروا أنهم على وشك تحقيق شيء أكبر. لكن مع خروجهم من سباق كأس العالم، زاد الضغط على كولمان، وتساءل الكثيرون عما إذا كان سيبقى في منصبه.

الوحدة وسط الفوضى

في أعقاب المباراة، عبر اللاعبون الأساسيون عن دعمهم الكامل لكولمان، حيث أرسل القائد آشلي ويليامز رسالة للإعلام يطالبه فيها بالابتعاد عن المدرب. كان واضحًا للاعبين أن كولمان هو الرجل المناسب لقيادتهم، حتى بعد الفضيحة في سكوبي. بدأ القادة في الفريق التواصل سرًا لتأكيد ثقتهم بكولمان، مما أدى إلى تجديد التزامهم بقيادته. هذه التضامن خلف المدرب كان نقطة تحول للمنتخب الويلزي.

بعد بضعة أسابيع، وقع كولمان عقدًا جديدًا، وتعمقت روابط الفريق مع مدربهم. كانت العلاقة بين كولمان ولاعبيه حاسمة لنجاحهم المستقبلي. يتذكر سيمونز أنه رغم تركيز الإعلام على الخطأ، كان اللاعبون يعلمون أن كولمان يحظى بثقتهم، وهو ما ظهر في دعمهم العلني والسري. هذه الوحدة ستكون الأساس لرحلة ويلز المذهلة إلى نصف نهائي يورو 2016، بعد ثلاث سنوات فقط.

مع تقدم الفريق، كان طاقم العمل يسأل كولمان في المباريات الخارجية المستقبلية بشكلٍ مزاح: "هل تذكرت جواز سفرك؟". بينما كانت حادثة سكوبي فصلًا غريبًا في تاريخ كرة القدم الويلزية، إلا أنها ساعدت في تعزيز تماسك الفريق، وأصبحت مع الوقت رمزًا للرحلة التي بدأوها تحت قيادة كولمان.

لقد كانت لحظة محرجة للمدرب الويلزي، لكنها أيضًا كانت بداية شيء أكبر بكثير: فريق سيكتب التاريخ في السنوات التالية.

المزيد من المقالات

toTop