كان وجود العرب في المناطق الساحلية الصينية من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر جانباً مهماً من العلاقات الصينية العربية، وقد ساهم في ذلك إلى حد كبير التجارة البحرية على طول طريق الحرير البحري. وشهدت هذه الفترة تبادلات ثقافية واقتصادية واجتماعية واسعة النطاق بين العالم العربي والصين، وخاصة في المدن الساحلية الرئيسية مثل قوانغتشو (Guangzhou)، وهانغتشو (Hangzhou)، وتشيوانتشو (Quanzhou). يستكشف هذا المقال جغرافية الصين ومناطقها الساحلية، وتاريخ العرب وتكاملهم في الصين، وأسلوب حياتهم، ومساهماتهم الاقتصادية، ووضعهم الحالي. يتم توفير البيانات الإحصائية والمراجع الببليوغرافية لدعم التحليل.
عرض النقاط الرئيسية
قراءة مقترحة
الصين دولة شاسعة ذات تضاريس متنوعة، تمتد من جبال الهيمالايا في الغرب إلى المحيط الهادئ في الشرق. لعبت المناطق الساحلية، وخاصة الجنوب الشرقي، دوراً حاسماً في التجارة الدولية. كانت الموانئ الكبرى مثل قوانغتشو، وقوانتشو، وهانغتشو بمثابة مراكز للتبادلات البحرية. وكانت هذه المناطق تتمتع بظروف مناخية مواتية وممرات مائية واسعة، مما جعلها في متناول التجار الأجانب، بما في ذلك العرب.
المدن الساحلية الرئيسية للاستيطان العربي:
• قوانغتشو: واحدة من أقدم الموانئ الدولية، والمعروفة باسم "بوابة الصين".
• قوانتشو: أهم ميناء خلال عهد أسرتي سونغ (Song) ويوان (Yuan)، وكثيراً ما يوصف بأنه أكبر ميناء في العالم.
• هانغتشو: مركز اقتصادي وثقافي رئيسي، يجذب العديد من التجار الأجانب.
تؤكد المراجع على أن العلاقات الصينية العربية تعود إلى أسرة هان خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، ويُعتقد أن التجار العرب قد وصلوا إلى الصين لأول مرة في وقت مبكر من القرن السابع، لكن وجودهم أصبح أكثر أهمية خلال أسرتي سونغ (960-1279) ويوان (1271-1368). ولقد وصل العرب إلى الصين عن طريق محورين: المحور البري وطريق الحرير، والطريق البحري إلى المدن الصينية الساحلية. وقد ربطت طرق التجارة البحرية الخلافة العباسية والخلافة الفاطمية، وفي وقت لاحق سلطنة الأيوبيين والمماليك بالصين. استقرّ التجار العرب في مدن الموانئ، حاملين معهم الثقافة والتكنولوجيا والأنظمة المالية الإسلامية.
أهم المحطات التاريخية:
• أسرة تانغ (618-907): أول تجار عرب مسجلين في قوانغتشو.
• أسرة سونغ (960-1279): أسّس العرب مجتمعات دائمة في الصين.
• أسرة يوان (1271-1368): سهّل الحكام المغول التفاعلات الصينية العربية.
ورغم وجود معاني متعددة للعلم الصيني، يقال أحياناً أن النجوم الخمسة فيه تُمثِّل أكبر خمس مجموعات عرقية: الصينيون الهان، والزوانغ، والهوي، والمانشو، والأويغور (العرب والمسلمون).
تركزت المجتمعات العربية في المقام الأول في المناطق الساحلية الجنوبية، حيث بنوا المساجد وبيوت التجارة. ويُشكِّل وجود المساجد في قوانغتشو وكوانتشو دليلاً أثرياً على مستوطناتهم.
المواقع الرئيسية:
• قوانغتشو: مسجد هوايشينغ (Huaisheng) (بني في القرن السابع).
• كوانتشو: مسجد تشينغجينج (Qingjing) (بني في عام 1009).
• هانغتشو: المقابر الإسلامية والمراكز المجتمعية.
خلال عهد أسرتي سونغ ويوان، تراوحت أعداد التجار الأجانب في المدن الساحلية بين 10000 و100000 نسمة. وبحلول القرن الثالث عشر، يُقدَّر أن العرب وغيرهم من التجار المسلمين شكلوا حوالي 10-20% من سكان تشيوانتشو.
المساهمات الاقتصادية:
• بلغت قيمة تجارة الحرير والخزف 2 مليون ليرة نقداً سنوياً.
• بلغت عائدات ضريبة التجارة الخارجية 30% من إجمالي عائدات تشيوانتشو.
اندمج العرب في المجتمع الصيني من خلال الزواج المختلط، واكتساب اللغة، والتبادل الثقافي. وحافظوا على هويتهم الدينية مع تبني جوانب من العادات الصينية.
الجوانب الرئيسية:
• الحياة الدينية: بناء المساجد، واعتماد الأساليب المعمارية الصينية.
• التأثيرات الطهوية: إدخال التوابل وتقنيات الطعام الشرق أوسطية.
• الزواج المختلط: تزوج العديد من العرب من نساء صينيات محليات، مما أدى إلى تشكيل جماعة هوي (Hui) العرقية المسلمة.
يوجد أحفاد التجار العرب في الصين بشكل أساسي بين المسلمين الهوي، وهي مجموعة عرقية معترف بها في الصين اليوم. لقد حافظوا على التقاليد الإسلامية بينما اندمجوا بشكل كامل في المجتمع الصيني.
وضع الوجود العربي التاريخي في الصين الأساس للعلاقات الصينية العربية الحديثة. تعمل مبادرة الحزام والطريق على إحياء طرق التجارة البحرية التي يعود تاريخها إلى القرنين العاشر والثالث عشر.
مع تزايد مشاركة الصين في الشرق الأوسط، قد يتوسع النفوذ العربي في الصين من خلال التبادلات التجارية والثقافية.
لعب العرب في المناطق الساحلية الصينية من القرن العاشر إلى القرن الثالث عشر دوراً حاسماً في العلاقات الصينية العربية، وتركوا أثراً دائماً على التجارة والثقافة والدين. واليوم، يستمر إرثهم من خلال مجتمع المسلمين الهوي والشراكات الاقتصادية الحديثة بين الصين والعالم العربي. وتسعى الدول العربية وجمهورية الصين الشعبية إلى تطوير أواصر التعاون والتبادل بين الجانبين، وتأتي مبادرة الحزام والطريق تتويجاً لرؤية الصين في المحافظة على الإرث التاريخي وتقوية العلاقات الاقتصادية والثقافية مع الدول العربية والعالم.
هل وجدنا جميع المدن الرئيسية للمايا؟ ليس حتى قريبًا
دمياط: مدينة النيل والبحر في شمال مصر
الهدف من تعلم آلة موسيقية: كم من الوقت حتى يتمكن أطفالنا من عزف أغنية؟
الجمل العربي
الطيران يمكن أن يؤثر سلبًا على بشرتك
سغيد: جولة في مدينة الشمس والثقافة في المجر
7 إشارات مُضحكة من الواضح أنها تعبث معك
4 طرق للقضاء على الناموس في منزلك بدون مبيد
هل يمكنك النجاة من الموت الأسود ونهب روما وأسوأ عام في تاريخ البشرية؟
ست علامات تجارية للمجوهرات وقع في حبها المشاهير العرب