قد تتصفح تيك توك عشر دقائق وتجد نفسك غارقًا في عالم من المقاطع المضحكة، والرقصات، والوصفات، والمعلومات. لكن هل فكرت يومًا: لماذا يظهر لك هذا المحتوى تحديدًا؟ ولماذا يتكرر نوع معيّن من الفيديوهات؟ الإجابة ببساطة: الخوارزميات.
عرض النقاط الرئيسية
تيك توك، مثل غيره من المنصات، لا يقدّم المحتوى عشوائيًا، بل يُفرزه ويُقدّمه بناءً على تفاعل المستخدم، الموقع، اللغة، والاهتمامات. هذه الخوارزميات أصبحت اليوم عاملًا أساسيًا في تشكيل طبيعة المحتوى العربي الذي نشاهده ونشاركه.
الخوارزمية في تيك توك تعتمد على ما يُعرف بـ "صفحة لك" أو (For You Page)، وهي مساحة شخصية تُعرض فيها مقاطع تُعتبر "مناسبة لك" بناءً على تفاعلك السابق. يعني إذا ضحكت على فيديو أو شاهدت مقطع طبخ حتى النهاية، النظام يفهم إنك تحب هذا النوع… فيعطيك منه أكثر.
قراءة مقترحة
هذا التأثير خلق نوعًا من "فقاعة الاهتمام"، حيث يظهر لك ما يشبهك، وتتجاهل تلقائيًا باقي الأنواع. النتيجة؟ الترند يتكرر بسرعة، والصوت العالي يعلو أكثر، أما المحتوى المختلف أو الجديد فقد يتأخر في الظهور أو يُدفن.
من الأمور الواضحة على تيك توك العربي أن كثيرًا من المستخدمين يميلون إلى تقليد الترندات الغربية أو المقاطع الشهيرة، بنفس الأسلوب، أحيانًا بنفس الصوت، وحتى نفس الحركات. ما فيها شيء، لكن المشكلة لما يتحوّل الإبداع إلى تكرار.
لكن في المقابل، ظهر جيل جديد من صنّاع المحتوى يستخدم الخوارزميات لصالحه، يبتكر صيغة عربية محلية، ويدمج الثقافة باللهجة، الموسيقى، المطبخ، والقصص اليومية. وهذا النوع من المحتوى هو اللي فعلاً يأخذ المنصة خطوة قدّام.
خوارزميات تيك توك تفضّل المقاطع القصيرة، والمُحفّزة للمشاركة. وهذا جعل كثير من المبدعين يختصرون أفكارهم، أو يُجتزؤون معلومات مهمة فقط لأجل "الانتشار". النتيجة؟ قد ينتشر محتوى سطحي أسرع من محتوى عميق، لأن الأول أسهل للهضم، وأخف على الدماغ.
والمشكلة هنا إن بعض المتابعين صاروا يستهلكون المحتوى بسرعة… بدون تفكير أو تحليل، مثل اللي ياخذ لقمة على السريع بدون ما يذوقها زين.
اللي يشتغل على تيك توك اليوم، يعرف زين إن المحتوى ما عاد يعتمد على الجودة فقط، بل على "تفاعل الخوارزمية". يعني ممكن مقطع عادي جدًا يوصل مليون مشاهدة، ومقطع مُتقن ما يتعدى المئة.
هذا غيّر في سلوك بعض صنّاع المحتوى، وصاروا يركّزون أكثر على "كيف يلفتون النظر" بدل "ماذا يقدمون فعلًا". صار المعيار مو "وش تقول؟" بل "كيف تقول؟ وكم جاب لايك؟"
الخوارزمية لا تفهم الثقافة، بل تفهم البيانات. يعني إذا صار الناس يتفاعلون مع محتوى معين، حتى لو كان سطحي، بيصير هو الطاغي. وهذا يخلق خطر على التنوع الثقافي، وعلى اللغة، وحتى على صورة الهوية العربية.
لكن في نفس الوقت، الخوارزمية تفتح المجال لمن يبدع بأسلوبه المحلي، ويقدّم محتوى مختلف... بشرط يعرف كيف يتعامل معها.
الخوارزميات قوية، لكن المستخدم أقوى. إذا دعمت محتوى نافع، وتفاعلت مع فيديو إبداعي عربي، الخوارزمية راح تلاحظ… وتدفعه للواجهة. فصناعة المحتوى ما هي لعبة حظ، بل لعبة ذكاء، وصبر، وإصرار.
وفي النهاية… تذكّر إنك تقدر تغيّر الترند، بنقرة إعجاب وحدة.
في حالة إزهار: زهور الأضاليا الساحرة تقدم عروضًا مذهلة في الحديقة
على منحدرات بونيفاسيو: مشهد كورسيكا الطبيعي المذهل
انتبه: شعرك ميت! تعرف على الحقائق المخفية
استكشاف الروحانية في لاسا: رحلة إلى قلب التبت
من الكلاسيكي إلى الإبداعي: انغمس في متعة البرجر اللذيذة
معالم مراكش: ماذا تعرف عن المدينة التي تجمع بين الأصالة والحداثة؟
غوادلوب: جنة الكاريبي الفرنسية بجبالها الخضراء وشواطئها الساحرة
ولاية بنزرت مزيج بين روعة الطبيعة وأصالة التاريخ في تونس
اكتشف سحر الشاطئ الوردي: معالم جزر كومودو
كيفية اكتشاف الأكاذيب في الرسائل النصية